أبــداع - CREATIVITY

أبــداع - CREATIVITY

Google search engine

Google Groups
Subscribe to Creativity - إبــداع
Email:
Visit this group

Jan 26, 2011

تفسير الطاقة الابداعية ونظرية الابداع !!

ملاحظة: المناقشة منقولة من احد الاصدقاء
- ما سر الطاقة الابداعية ؟
- من اين يأتي الابداع وكيف يتفتق ؟

ماذا تقول " نظرية تفسير الطاقة الابداعية "؟


لقد تنبهت في سن مبكرة بأن الروائي الروسي الشهير توليستوي فقد والدته في سن مبكرة ولم يشاهد صورتها أبدا ، فربطت بين موت والدة توليستوي وقدراته الإبداعية وتجربتي الشخصية وفقداني لوالدتي في سن الثانية وعدم مشاهدتي لأي صورة لها ورغبتي في الكتابة الإبداعية في سن مبكرة.

وقد دفعني هذا الربط لبحث موضوع الإبداع بتعمق شديد، مفترضا منذ البداية ومحاولا الإجابة على سؤال:
- هل لموت احد الوالدين علاقة بالرغبة في الكتابة الإبداعية؟ هل يكمن سر الإبداع في الموت؟

وقبل أن اخلص لأي افتراضات قلت لا بد من معرفة ما قاله الآخرون عن الإبداع ومكمنه ؟ فغصت في الكتب والمكتبات وشكرا لآليات البحث الحديث التي اختصرت المسافات وسهلت البحث حيث يمكن تلخيص ما قاله الآخرون عن سر الطاقة الإبداعية بما يلي :
- في زمن الإغريق حاول أفلاطون معرفه السر وراء الطاقة الإبداعية ولكن كان هناك تسليم بأنه أمر لا يمكن فهمه.
- في أوقات لاحقه عزا البعض الإبداع إلى أمور السحر والشعوذة.
- البعض الآخر فسر الإبداع على انه سمة تولد مع الإنسان فهو سمه غريزية.
- البعض الآخر اعتقد انه هبه من الله للبعض.
- والبعض اعتقد انه شيء موروث.
- وهناك من أعتقد بان الإبداع نوع من الإلهام.
- وفي العصر الحديث وبعد ولادة علم الفيزياء والبدء بالتعامل مع مفهوم الطاقة على أساس انه شيء لا يفني ولا يستحدث وإنما يتحول من حاله إلى أخرى. تأثر عالم النفس ( فرويد) في منهاج البحث العلمي وفسر الإبداع على أساس انه طاقه يمكن فهمها وتفسيرها.

وعليه فقد حاول تفسير هذه الطاقة ومصدرها، وكيفيه تحولها وحيث أن أبحاثه كانت تحوم حول اثر الجنس في حياة الإنسان اعتقد فرويد أن الاحباطات الجنسية هي القوه الكامنة وراء الطاقة الإبداعية. فقال أن الإبداع ***sexual deprivation assimilated into creative energy .
فحتى موت الأب أو الأم عند فرويد ينتج عنه إحباط جنسي يتحول إلى طاقه إبداعيه في سن لاحقه.

- جاء بعد فرويد احد تلامذته وهو كارل يونغ وفسر الإبداع على أساس انه تراكم الخبرات والتجربة الإنسانية التي تتوارث عبر الأجيال في حجرات اسماها ال Archetypes .

- أما عالم النفس ادلر وهو تلميذ آخر من تلامذة فرويد فقد وضع نظرية التعويض المعروفةcompensation theory ، ففقدان البصر يؤدي إلى قوه هائلة في حاسة السمع ولذلك نجد أن من بين عظماء الموسيقيين من كان مكفوفا وهكذا.

- في نفس الوقت لقد أخذت ألاحظ بأن معظم الكتاب العظام شعراء و روائيين فقدوا الأب أو الأم، أو كلاهما في بعض الأحيان، في سن مبكرة. وحينما كنت أجد الكتابة فلسفية عميقة وغنية بالبعد الإنساني ، افترض بأن تجربة الموت عند الكاتب كانت شديدة الوقع. ويتبين لاحقا أن ذلك صحيح في مثل حالة الأديب الأمريكي مثلا ادجر الن بو الذي فقد الوالدين في سن مبكرة.

وقد لجأت إلى دراسة احصائية وتبين بأن نسبة كبيرة من العينة التي أجريت عليها الدراسة فقدت شيئا ثمينا في الطفولة المبكرة غالبا هو احد الوالدين.

- من هنا صار لا بد لي من محاولة تفسير الطاقة الإبداعية ومصدرها فالنتيجة المنطقية تقول إذا كان معظم الكتاب فقدوا احد الوالدين في الطفولة المبكرة والكتاب مبدعون أذا أن فقدان احد الوالدين يؤدي إلى الإبداع.

وأصبحت على قناعة بالعلاقة بين الامرين ، وبناءا على الدراسة الإحصائية و تجربتي الشخصية مع الموت والميل إلى الكتابة الإبداعية، وربطي لتجربتي مع تجربة توليستوي بأن الإبداع ليس شيا مبهما، أو غير ممكن فهمه أو تفسيره وهو ليس شيء موروث، وليس له علاقة بالسحر، وليس كما يقول فرويد احباطات جنسية تتحول إلى طاقات إبداعية في زمن لاحق. وإنما هو هناك علاقة بين موت الوالدين في الطفولة المبكرة والإبداع.

وكان لا بد من أثبات العلاقة بين الاثنين. وعليه قمت بدراسة العلاقة من خلال استخدام نظرية التعويض لتلميذ فرويد ( عالم النفس ادلر ) والدراسات الإحصائية ووضعت نظرية تفترض بأن هناك علاقة بأن الإبداع هو Psychic Deprivation assimilated into creative energy والنقص أو الإحباط الروحي ناتج عن موت أو فقدان احد الوالدين أو كلاهما حيث تكون الطاقة الناتجة عن الموت ومأساويته وتوقيته هي العامل الحاسم في تحديد القدرة الإبداعية.

وذلك ما قمت على طرحه في رسالة الماجستير خاصتي واستخدمت في إثباته الإحصاء والتحليل النفسي والدراسة التاريخية لمفهوم الإبداع ونظرياته.
ويمكن فهم الأسس التي أقمت عليها نظريتي بما يلي:
- المشكلة بأن ادلر ركز في نظريته على فقدان الحواس الخمس وهي شيء محدود، وعليه فأن الطاقة التعويضية الناتجة عن فقدان احد الحواس، رغم أنها مهمة، هي اقل بكثير من الطاقة الناتجة عن فقدان الأب أو الأم، وهما البعد الروحي للإنسان وللتبسيط هم (الحاسة السادس) .
- وعليه فأن اثر فقدان احدهما أو كلاهما ينتج عنه طاقه هائلة في نفس الإنسان او ذهنه على الاصح. أما آلية حدوث الإبداع فقد افترضت أنها تحدث بنفس الطريقة التي تحدث عنها فرويد، وعليه فقد افترضت بأن ما يحدث عبارة عن Deprivation assimilated into creative energy Psychic.
- وحيث صار لا بد من أثبات تلك الفرضية فاخترت مع اللجنة المشرفة وبصورة عشوائية ثلاث كتاب وهم )بابلو نيرودا من تشيلي ، ورالف اليسون وهو كاتب أمريكي من أصول إفريقيه وسلفيا بلاث( وهي كاتبه أمريكية .
-ولقد ثبت أولا أمام اللجنة المشرفة على البحث أن المذكورين فقودا الأب أو الأم في الطفولة المبكرة.
-ثم قمت على تحليل أدب وحياة المذكورين وتمكنت من إقناع اللجنة بأن تجربة الموت هي السبب وراء الطاقات الإبداعية عند العينة المذكورة. وقد تمكنت من التدليل على ذلك من خلال ما ذكره الكتاب بصوره واعية أو غير واعية عن الموت وأثره في حياتهم وأدبهم.
فهل الموت سر الإبداع؟
وهل يحدث الموت اختلال في النفس البشرية؟
وتكون مهمة الإبداع تحقيق التوازن؟
هل هو البحث عن الاكتمال وتعبئة الفراغ الذي يتركه موت الأب أو الأم؟
هل هي محاولة لخلق عالم آخر اقل ألما؟
أم أن هناك تأثير فسولوجي يحدث للعقل البشري بحيث يمتلك قدرات تجعله أكثر إبداعا وهذا ما أرجحه؟ فإذا كان فقدان البصر يحدث تأثير فسيولوجي فلماذا لا يكون لفقدان الوالدين ( البعد الروحي – الحاسة السادسة ) مثل ذلك الأثر بل اشد قوة كون أن المفقود أعظم شأنا؟

لقد سألوا بابلوا نيرودا وهو احد الأدباء الذين تعرضت لهم بالبحث في رسالة الماجستير الخاصة بي عن سر الطاقة الإبداعية لديه فأجاب انه كان يلعب خلف جدار فيه فتحه( طاقه ) وقد مد يده وهو يلعب من الفتحة فخطف احدهم لعبة القماش التي كان يلعب بها وهرب.
إن كلمات ذلك الشاعر الأديب تعبير غير واعي unconscious وربما واعي عن تجربة الموت وعن ما سببه موت والده في طفولته المبكرة وهو سر الإبداع لديه.

No comments:

Post a Comment